السفير علي درويش: الاندماج الاقتصادي ضرورة لحماية سيادة إفريقيا وتعزيز التنمية المستدامة
أكد السفير علي درويش، رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقي لدى جامعة الدول العربية، أن تكامل الدول الإفريقية لم يعد خيارًا يمكن تأجيله، بل أصبح ضرورة لحماية السيادة الجماعية وتعزيز مسار التنمية المستدامة في القارة. وقال في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، السبت، إن القارة الإفريقية تمتلك كل مقومات النهضة من موارد طبيعية ومواهب وفرص هائلة، غير أن الإرادة السياسية والشراكات الحقيقية تظل الركيزة الأساسية لبناء إفريقيا متكاملة وقادرة على التأثير عالميًا.
وأشار السفير درويش إلى أن مصر، بحكم موقعها الجغرافي ووزنها الاقتصادي وتاريخها الدبلوماسي، تلعب دورًا محوريًا في ربط إفريقيا بالعالم، مؤكداً أنها تواصل دعم التبادلات البينية داخل القارة وتشجيع الاستثمار، إضافة إلى دورها البارز في ترسيخ الأمن والاستقرار إقليميًا ودوليًا.
وأوضح أن تحقيق الاندماج الاقتصادي لا يتم عبر النصوص والاتفاقيات فقط، بل يتطلب مشروعات واقعية وبنية تحتية قوية تشمل الطرق والموانئ والمطارات وشبكات السكك الحديدية، باعتبارها أساسًا لا غنى عنه لتحقيق التكامل الاقتصادي. وأضاف أن وجود شركات إفريقية كبرى تعمل في عدة دول داخل القارة، ومن بينها الشركات المصرية العاملة في مجالات البناء والمشروعات الكبرى، يسهم بشكل مباشر في دعم النمو الاقتصادي وتعزيز الترابط بين الأسواق الإفريقية.
وعلى صعيد التحديات الأمنية، شدد السفير علي درويش على أنه لا يمكن تحقيق أي اندماج اقتصادي دون استقرار شامل، معربًا عن قلقه من تصاعد الأعمال الإرهابية في بعض المناطق الإفريقية. وأكد أن دولاً مثل مصر والجزائر قدمت نماذج ناجحة في مكافحة الإرهاب يمكن لبقية دول القارة الاستفادة منها لتجاوز العقبات الأمنية التي تعطل التنمية.
وختم تصريحاته بالتأكيد على أن الأمن والسلام والاستقرار عناصر أساسية لأي مشروع تنموي ناجح، وأن غيابها يجعل من المستحيل تحقيق تنمية اقتصادية أو اندماج حقيقي بين دول القارة.


